الجمعة، سبتمبر 21، 2012

الدلال

ما كنت سأكتب 
أصابني عزوفا لا حد له
كل لحظة و غريبتها
لا تستطيع توقع ما سيحدث بعد ساعة
حالة من التوتر الشديد أصابت الكبير والصغير
شعب أصابه "فايروس"
رغم إبتعادي عن التلفاز و نشراته السوداء
رغم تغيير جذري في العاداة
لا سهر 
لا تنقل غير محسوب 
لا للمجازفة 
حتى الناس تبدلت طباعها
غلبت عليها العدوانية
اللهفة و حب الذات زادت بشكلا مخيفا
لغة التهديد زادت
الكل محتاج يستحق الدعم
غريبا والله
طبيعة المرحلة حتمت 
كثيرا من التساءل 
بل زاد على حده
أمام المتغيرات بجميع أنواعها 
بعضها طبيعي و الآخر متناقض
تشاهد البناء ينهار بدون سبب واضح
و الأكيد العلة موجودة لكنها مخفية 
جموعا هبت للمكان تتلحف السواد كالغربان
تسابق الزمن لمعانقة و بكاء حارا
كلمات تخفيفا أو العكس :
"مسكين"
"الله يصبرهم"
"لقد قالوا ......"
عبارات مألوفة في العلن
أما ما خفى أعظم :
"يستاهل "
"طاح فيه فعله"
........................و القائمة طويلة
جرني الحديث على مصيبة وقعت مؤخرا
حكاية بدأت بخطوبة شاب لفتاة منذ مدة طويلة
بقيا طيلة الفترة يترددا على بعضهما 
نفس المدينة و العائلات تعرف بعضها البعض
حتى بدأت العلاقة تتغير نحو الفتور
أخيرا عبرت الفتاة على تغيير رأيها في خطيبها
أكيد مررت له الفكرة صراحة 
تتوترالشاب في البداية ثم بدأ يهددها
إستمر الوضع نحو الأسوأ يوما بعد يوما
حتى هاتفه أحد معارفه
فلان تعال لترى بأم عينك خطيبتك و حبيبها الجديد
هذا الجديد أحد أقاربها
يعيش بأروبا (.)
جلب معه سيارة فارهة ووووووووووووو و إصطحب البنت الى المدينة المجاورة
نزهة و توطئة لمرحلة جديدة
حل الشاب(الخطيب) بالمكان و تيقن بنفسه
بدأ باللوم عليهما معا ثم تطور النقاش الى الخصام
 أخيرا إنسحب غاضبا حانقا
قضى بقية يومه كالمجنون
إتصل بأهلها و حاول إعادة المياه الى مجاريها دون جدوى
ظل يجر أذيال الخيبة و يتخيل كل الدنيا تضحك منه
و طبيعي النبارة كثيرين 
يزيدون الطين بلة
سمع منهم كلمات في الصميم :
تشكيك في الرجولة ، الشجاعة، الغدر ، النساء و الزمان و ما شابه
إشتعلت بداخله نار أحرقت عقله 
عاقر الخمر حتى الفجر بمكان مهجورا 
ليحدد الخطوة المقبلة و يرسم المخطط
خطة بدأت مع الساعات الأولى من الصباح
إستدرجها الى منزلهم لمناقشة الموضوع جديا 
و من سوء حظه لم يتواجد أحد من أهله حينها
دخلا معا و خرج وحده
أغلق الغرفة وباب المنزل الخارجي
أول واحد من الأجوار إعترضه أعطاه المفتاح
قال له  : قد لا أرجع أعطه للعائلة
إتصل هاتفيا بوالد البنت :
لقد قتلت فلانة 
لم يحدد المكان
حينها جن والدها و أصبح يجرى بالمدينة لعله يجد فلذة كبده
أما هو(الخطيب)
ظل ماشيا على قدميه الى خارج المدينة
أنهى الفصل الأول 
حتى زملاءه في العمل يعرضون عليه إيصاله يرفض
إختار المكان بجانب سكة القطار بعيدا عن الأعين
تحين وقت مروره ليرتمي أمامه
فيتحول الى كوما من اللحم المخضب بالدماء
إنتشر الخبر كالصاعقة
شاب في مقتبل العمر ينتحر
لماذا ؟
تحول البيت مكانا للعزاء
و لا احد يعلم بجثة الفتاة داخله
ذبحها من الوريد الى الوريد
لا أحد تفطن 
فيلم رعب حقيقي
حدثا طرح أكثر من سؤالا 
بين الدلال و التخاذل ضاعت عائلات بأكملها 
الكل متهم بالتقصير و التراخي
حالته العائلية : أصغر واحد
حالته المادية : متيسرة ، له عمل و عائلته لا تبخل عليه في صورة الطلب
قصة حب عنيفة تنتهي بفاجعة
أما الفتاة فهي لازالت طالبة
عائلتها متوسطة الدخل
ترتيبها بين أخوتها : الكبرى (ولد و بنت)
هنا ليس العوز سببا
بل الإنحلال و تفتت العائلة أوصل لهاته الدرجة
غابت الإحاطة و النصح
إختزلت العلاقة في الماديات
الكل في يعيش على هواه
تصديق كل ما يبث و يكتب غثا و سمينا
غياب الوازع
تقليد الآخر بأعين مغمضة
تصديق شعارات الحرية و ما شابه
تمرد في النهاية ليقع المحظور
وناس" قبل" قالوا الدلال يخلف الهبال
نسألوه اللطف و العفو.



ليست هناك تعليقات: