الحداثة فرضت شروطها على من إتبعها
عنوة او طواعية لا يهم النتيجة حاصلة
لعل أهم سماتها ثقافة الإستهلاك
كل شيء يباع و يشترى
المادة الوسيلة و الهدف في الآن نفسه
الويل لمن يتوقف وسط الطريق أو يتعثر
لا رحمة و لا شفقة
الناس مصنفة حسب ما جمعت من مال
من لم "يوفق" و كان حظه سيءا يتهم بالغباء و ما شابه
يجب الإبتعاد عنه و حصر المعاملات معه الى الحد الأدنى لدرجة نبذه
يكفي معرفة حقيقة مرة
و قد تفشت بدرجة غريبة
"التسليف" بالفوائد بين المواطنين
ليست بنوك فهي معروفا عنها ذلك منذ البداية
لا بل مواطنين يستغلون بعضهم
أتساءل كيف وصلت الامور الى هذا الحد ؟
مالذي دفعهم لضرب كل القيم عرض الحائط ؟
تعلمون عملية البيع "بالتقسيط"
في الظاهر مساعدة و الباطن حفرة عميقة
من يسقط فيها صعبا عليه الخروج منها سالما
مثلا يقتني أحدهم سيارة أو منزلا بالتقسيط
في البداية يفرح كونه إمتلك شيءا
يساعده على توفير الخبز و العيش في هناء
لا يتفطن الى مدة الخلاص و القيمة
فيكتشف بعد فوات الأوان أنه غرق
يدفع المبلغ "مرتين" في النهاية
حينها القيمة الحقيقية لما إشتراه لا تساوي ما دفع
أقل بكثيرا رغم التضخم الحاصل
هذا إن وفق في سداد الدين
أما من تعثر
هنا تبدأ المشاكل
في ظل الظروف الصعبة يتعثر في الخلاص
يضطر "لسلفة" ممنيا نفسه بحظ وافرا مستقبلا
لكن هيهات :
- المنافسة الشرسة في كل الميادين لا تترك له الفرصة
- الإنكماش الإقتصادي كذلك يزيد الطين بلة
- دراسة السوق و المستهلك لا تترك له خيارا
يضطر الى قبول شروط مجحفة بما فيها الفوائد
حسبة غالطة مائة بالمائة
بالنسبة للمشتري أما البائع فهو يجني الأرباح بكل دم بارد
هنا الكثير يلتجأ الى السرقة لتوفير المال
و هذه طامة كبرى
يتغير سلوكه الى العدوانية
يدمن (.) أقلها التدخين
يتلخبط و ينقص تركيزه
يتسبب في الحوادث القاتلة
تتفتت العائلة و تبعثر برامجها
طبعا أول الضحايا الأبناء و النساء
حلقة مغلقة و مصيدة محكمة يحشر نفسه فيها
ظواهر دخيلة أضرت بالدنيا الكل
أفرزت إجراما
فظاهرة سرقة السيارات خاصة الجديدة منها
تطرح ألف سؤالا
مادام السيارة مؤمنة ضد (كل الأخطار) في بداية مدة الخلاص
بما فيها السرقة
الشركة المؤمنة تعوض
فرصة لتفعيل أخطبوط متكاملا ينتفع الجميع منه
فالمشتري يدفع قسطا صغيرا في البداية
لنقل مثلا يتكلف عشرون في المائة من التكلفة
هكذا ينتفع بالباقي ألا و هو ثمانون في المائة
تخرج من البلاد سالمة الى الأجوار و تباع هناك بيعا حلالا
مادامت السيارة مسجلة "مسروقة" رسميا
المحضر يسجل ضد مجهولا
ما ذنبه المسكين ؟
قليلا من الدموع و التأوه سرعان ما ينسى الموضوع
هكذا فتح باب التحيل على مصراعيه
و تتبدل الأحوال في مدة وجيزة
ذكاء
لا أظن؟
الفقر و عدم توفر الامن عنصران إن توفرا
إزدهرت البضاعة و نمت السوق
مسألة خطيرة
في حاجة الى معالجة سريعة و مجدية لإنقاذ ما تبقى
منظومة كاملة في حاجة الى المراجعة
ما دامت المعطيات غير متوفرة أو مغلوطة
مالحل ؟
من حسن حظنا لم يتفطن الامريكان في أزمة "الرهن العقاري"
و إلا إستنسخوا الفكرة من العالم الثالث
هو اليابانيين سبقوا في تسجيل الموتى ( صوريا) للإنتفاع بمنحة الوفاة
محظوظة "الزوجات "
تتبحح و تكمل بقية العمر هانية في أرغد العيش
لا مشكل كل أسبوع باقة زهور ترسل للقبر
"يرحم من خلى" كما يقولون
الواحد يسكت احسن تسمع النساء (.)
كثر الهم يضحك
لا
لا
الرأس المالية في آخر عهدها
و لن تخرج منها إلا بحرب مدمرة
يموت من يموت
من بقي يعيد البناء
هــــــــــدية للأحباب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق