الأربعاء، يوليو 04، 2012

كان


بعد تفحص العديد من الكتب التاريخية
و مقارنة بسيطة بالواقع المعاش ننتهي الى خلاصة
الحكاية تبدأ مع المخاض المعاش 
تغييرات بالجملة شملت "السلوكيات" 
طارت الطيبة
تلوث عم كل الأرجاء
تمدن سريع و الذي يتبع خطوة الحمام يتلف خطواته
طغى "الأنا"
الثقة فقدت إلا ما قل و ندر
قصر النظر عوض بعده
طول البال إندثر
غابت البساطة
طغى اللون الاصفر 


السؤال لماذا حدث كل هذا ؟


لأن التعليم أجوفا 
أو الظلم كثرو أستفحل


أتساءل كيف ينفر الناس بعضها لدرجة التكفير
في حين منذ زمنا قصيرا يعيشون مع بعضهم جنبا الى جنب
يتقاسمون ما توفر من القليل دون تذمرا و لا منة 
صحيح الفوارق تقف حاجزا
و لكن ايضا الطموح لا حد له
يعني فقيرا يكافح و ينجح أولاده 
صحيح بعد جهدا كثيرا 
لكن في النهاية الإرادة لا تقهر
الحكاية بدأت منذ الإستعمار الفرنسي 
لنقل مائة سنة الى الوراء
حينها إستفرد هذا المستعمر بالأرض و العباد
الجيد دائما تحت تصرفه و لبعض المتعاونين معه "أصدقاء"
أصبحوا فيما بعد مناضلين 
 البقية هائمة في الجبال و الوديان تكافح الفقر و الظلم معا
ظلم الباي و المستعمر معا 
الباي يعتبر الأرض ملكه و الشعب يخدمها بمقابل يدفعه نهاية كل موسم
حصاد لسيده الباي 
كان يعتمد على مجموعات تدين له بالولاء 
عن طريقها تتم العمليات 
المشكل يطرح حين يطلع العام أبيض
يعني لا صابة و لا هم يحزنون
هنا الفلاح مجبرا على الدفع
سواءا توفر المحصول أو لا
الدفع واجبا
فمن عنده بنتا جميلة تفتك لخدمة سيدها في القصر "جارية"
و من عنده إبنا شابا مفتول العضلات وجب عليه الخدمة بجيش سيده
هذا السيد ليس مقصرا معهم يرعى زوايا الأولياء الصالحين 
يذكر فيها بخيرا و يدعوا له 
بها يقام القداس و يطعم المساكين
الشعب صاحب الأرض و العرض يصبح "مساكين"
و الباي الآتي من خلف البحار يحكم بأسم الخلافة و ما اليه
يا لها من معادلة
خليفة الله في الأرض كما يسمي نفسه
هنا بعض العروش تمردت و خاضت حروبا ضده
أيضا بعض العروش وقفت الى جانبه تناصره و تستنفع
و الدنيا لا تدوم على حال
تتغير الأمور
رغم العوز
لم تكره الناس بعضها 
على العكس تلاحمت
الشمال أو ما يسمى "إفريقيا" تسافر لها الناس الكل
ساحلي و جلاصي ووووووو
بعد الحصاد يوفروا لعائلاتهم مؤونة بقية الموسم 
كانوا يتنقلون حفاة على أرجلهم في بداية الفصل
زراعة أو حصادا
لدرجة يعترضهم المتعمر عند مدخل المدينة و يرشهم بالمبيد
ثم يتركهم يمرون
ليس تلقيحا خوفا عليهم كنوع من الرعاية الصحية
لا 
خوفا من الباعوض الذي يحملونه ينتقل اليه
 هذا المستعمر وحد العباد 
و دافعوا على أنفسهم و وطنهم حسب ما توفر لهم
بالكلمة
بالعصي 
بالبندقية 
كل حسب مقدرته
حتى نالوا منه و تكبد الخسائر تلو الخسائر
لكنه خبيثا دائما 
لا يظهر ضعفه 
يوهم البعض بالعكس
فيلتجأ الى الصفقات السرية 
المقايضة و توفير الأمن لأصدقاءه لتثبيتهم في الكراسي
يتبعها ميثاق الشرف بإحترام جميع الإتفاقيات السابقة و اللاحقة
 الجاهل لا يعذر بجهله
هذا المستعمر التجأ في البداية الى تركيز الكنائس و التبشير
نفس السيناريو
صدقات توزع حسب أعيادهم على أهل البلد و كلمة طيبة
 عبرها تنطلق في الحملات
تبادل أدوار لا غير
كل واحدا ينهب الثروات حسب مقدرته لإفراغ البلد
مزيدا من الإذلال للشعوب
هنا لا يتجرأ عاقلا على التعامل معه


ليس اللهث وراءه لدرجة تزوج شبابنا عجائزهم
و نحن نبارك في صمت مريبا
التعلة : يريد ضمان مستقبله 
أي مستقبلا يا هذا ؟
تركت زهرة بلادك و آثرت عليها عجوزا نصرانية تقودك من أنفك كالحمار
تحتفل معها حسب رزنامتها أو تتركها لها حرية الحضور وحدها
فعلا الجرية تفرض ذلك
حتى شهر رمضان إن نويت تمضيته الى جانب العائلة لا تترك لك الفرصة .

ليست هناك تعليقات: