الخميس، أكتوبر 17، 2013

عجبـــــــــــــــــا

هو شاب قوي البنية الجسدية 
كبير العائلة في الأبناء بعد وفاة الوالد
كلهم "ذكورا "
هبة من عند الله
أمه طريحة الفراش بعد عملية "زرق قلب"
في حاجة الى رعاية متواصلة ليلا نهارا
لم يواصل تعليمه و خير الدخول الى عالم المهن
حالتهم المادية حسن جدا جدا 
محلاة في أحسن المنطق السياحة (سكن و تجارة)
أراضي فلاحية شاسعة و داخل المناطق المهيئة للسكن
قيمتها مليارات ليس ملايين 
أحد إخوته الأصغر منه حاصل على "شهادة "تعليم عال 
لا يريد العمل 
كل فرصة تتاح له سرعان ما ينسحب 
مرة السكن غير متوفرا
مرة البعد على المنزل عائقا 
حياته التنقل ليلا بين "العلب " بسيارة العائلة
صداقاته لا تحصى و لا تعد
مادام الأخ المتعلم ،المتنور لا بد للجميع الإنصياع له
صادف مرة جمع أخوه الكبير محصول " الزهر"
فحمله على دابة الى نقطة البيع 
 يلحق به هذا الأخ الأصغر بالسيارة ليقبض ثمن المحصول 
ثم يوصي أخاه بالعودة سريعا الى المنزل و يتعطل في الحديث أو اللعب
أقام الإبن الأكبر مجموعة من المغازات  بالقرب من العائلة على قطعة أرض هبة من أمه فما كان من الأخ الأصغر إلا بناء محلات سكن للكراء فوق المغازاة 
الأم تدهورت صحتها مع الوقت 
بطارية القلب بدأت تنظب 
أملها الوحيد زواج إبنها قبل مماتها 
المهم تمت الزيجة في وقت قياسي 
تصرف الأخ الأصغر بحذاقة كبرى 
فقد تعهد بمصاريف السهرة و ما يتطلب العرس
أرقاما خيالية تصل الى ما يظاهي "أربعين مرتب كاملا" موظف متوسطا صنف "ب"
في المقابل يقبض حينيا ما "يهدى " من مال للعريس
كذلك صابة الغلال مستقبلا لسنوات له وحده
صاحبنا وجد نفسه اليوم الأول متزوجا لا يملك "مليما "
في إنتظار المرتب المقبل
عروسه تريد قضاء أيام "عسل "و هو لا يقدر عليها
بكت حظها المشؤوم لوالدها و شكت حالها فما كان من الوالد إلا عرض مبلغا من المال على الزوج و التلميح أننا عائلة واحدة وووووو
طبعا رفض 
العروس متحصلة على شهادة "الأستاذية " و لم تعمل 
لها سكنا مستقلا لكن أغلب الوقت عند أم الزوج
و آخر ما حصل من الاخ الصغير :
طلبه من زوجة أخيه طهي له قهوة 
تعدها المسكينة و تقدمها له 

ماذا يكون موقفه ؟

يرمي الكأس أرضا و يرفض مذاقها 
لم تعجبه 
تنحني المسكينة تنظف المكان فتصيبها بقايا الكأس في أصابعها 
قصة واقعة فصولها أكثر من مرة 
تحدث هنا و هناك 
حكاية تجمع كل ما المتناقضات في هذا العالم المتردي
رغم ذلك أبطالها صابرين 
نعم لم يفكروا في "الحرب" بين العائلة 
لم يفكروا في الهجرة و النفاذ بجلودهم
لم يتعذروا و يقاطعوا بل واصلوا إيمانا منهم بالفرج عن قريب
إختار أبطالها المعذبين الشكوى لله لا للبشر
مثلهم :"لو كان الأخ يحب أخوه لا يبكي أحدا على أبوه"
القصة مقتضبة الى أبعد الحدود
ألف سؤالا و سؤالا يطرح نفسه
دون إجابة
فالموروث كبيرا في حاجة من منا الى وقفة جدية
لعل تغيير بعضه خيرا من بقاءه 
أن تتعنت و تأخذ موقفا للفوز بنفسك ليس حلا 
بل أنانية ستحاسب عليها
كل واحد يبدأ بنفسه ،بمحيطه ثم تتوسع الدائرة
لا سبيل للتخاذل 
في النهاية من لا يستطيع العيش وسط "أهله" 
أيضا خارج مكانه الطبيعي سيعيش ذليلا تحت رحمة الغير 
هذه قاعدة ذهبية
العبرة لمن يعتبر .....................

ليست هناك تعليقات: