الثلاثاء، نوفمبر 19، 2013

كما

عدم القدرة على الوفاء 
يجعل البشر بعيدا عن النزاهة 
ينحرف الى غير الإتجاه السليم 
هذا الأمر يتجلى يوما بعد يوما
مع تزايد المحاباة في تعفن المشهد الربيعي
فبعد طغيان العربات المدفوعة و المجرورة التي لولاها ما تغيرت البلاد
تبيع كل شيء بأثمان تخضع لبورصة إشتري و إلا طير قرنك
ألهبت سوق التجارة الموازية 
ياليتها كانت بضاعة محلية على الأقل تخلق الفرص للبسطاء وتساعد الحرف من الإندثار
لكنها سلعا كلها مستوردة مجهولة المكونات و المصدر
تلاها طورا جديدا :
ألا و هو ثورة البناء
في زمن تصاعد الأثمان الصاروخي لليد العاملة و المواد معا
جميع الشرائح تحركت  الى :
- تعلية أسوار المنازل لحد خنقها 
رغم محافظتها على الحالة منذ سنوات عديدة 
الظرف يحتم ذلك 
خوف ،  رعب أو توقي  الكل جائزا
التفكير في عزل الداخل على الخارج يفرض نفسه
- إحتلال مادة الشارع بزيادة مدارجا أو واقي سرعان ما يصبح تابعا للمنزل أو المغازة
- إضافة طوابق دون حساب قدرة البناء على التحمل 
راحة إلزامية للمصممين
لا داعي لخدماتهم المكلفة
نوفر الثمن لشراء كيس إسمنت أو بعض الآجر

زيادة على إستعمال مواد مشكوكا فيها كالحديد المستورد 
نتائجه عند أول "رجة" ستكون كارثية 
حينئذ مثال مدينة "الأصنام" بالجزائر سيعاد عندنا
- إحتلال الساحات و الفضاءات و بناءها 
كل البلاد حضيرة مسترسلة لا تنتهي
الذوق لا مجال للحديث عنه
كما لا نستغرب فيلا بجانبها ورشة 
ورود حديقتها تنتشي من الصخب

في الأول كان الرأي السائد أبطال هذا العمل :
- منحرفين ذاقت بهم الدنيا فوجدوا الفرصة سانحة
لكن الأمر شمل الكل تقريبا 
زال الخوف نهائيا من القاموس
الأخلاق ماتت قبل الولادة
في غمرة هذا الفرح تدخل فئة جديدة على الخط
ما كان لها ذلك لولا توفر شرطان أو أحدهما :
1- المال
2- الجاه
هنا يتطور الامر الى الإنخرام و عدم الإحترام
من جهة المطالبة بالحقوق 
و من جهة أخرى المخالفات تتكدس 
فرصة مجانية أتيحت لمن تحدثه نفسه
و كأن التاريخ يعيد نفسه
غير أن ما لم ينجز في أكثر من عشرين سنة مضت
تم في أقل بكثيرا جدا
حذفنا الصفر للعشرين بكل بساطة ليصبح الرقم "2"
لا معنى لمحاولة تطبيق القانون على البعض دون إحترامك أنت له أولا
و تبقى النتيجة واحدة 
تمرد و طغيان بلون ناعما
يجعل الحياة جحيما على الجميع 
النهاية :
كما تدين ســـــــــــــ تدان 


ليست هناك تعليقات: