سأكتب و أمضي
سأخط بعض ما يختلجني
لا أدري هل هو الحزن أم الفرح
ربما كلاهما ينتابني
بعيدا عن كل شيءا
أراجع مخيلتي وأشاهد ما صورت
أرتب ملفاتي و أقارن
بين الأمس و اليوم
تغير كل شيءا
في البشر طبعا
إنطلق كل شيءا فيه نحو الحرية
كشف عن أوجه جديدة لم نألفها
من الصمت الى الإنفجار
صغيرا و كبيرا
أنثى و ذكرا
الكل يعبر
الكل يطلب
كل شيءا من العام الى الخاص
المحصلة هي واحدة
أناس تعبوا
تراه على وجوههم المصفرة
تشاهد أطفالا يسيرون حفاة
ملابسهم رثة
نساءا كبست رؤوسها
يتبعها فريق كرة من الأولاد
وجوها صغيرة لكن أجسادها منهكة
وجوها غابت عنها الإبتسامة و تركت مكانها للحيرة
يطالبون بالطريق ،المدرسة،العلاج........ الــ .... الــــ .... الآن
و ليس غدا
مدرسة في حالة يندى لها الجبين
قاعات التدريس ، الملعب أو فضاء الرياضة
دورات المياه ، الحنفية الوحيدة ، سكن المربي
المحيط
كله يشكي
تقف عاجزا حين تسمع معلما يشير الى النافذة و يقول :
أغير التلامذة الجالسين تحتها كلما برد واحدا أبدله بآخر
هل هو عقابا أم رأفة به
لن تجد إجابة
و منها
زرت أماكن وعرة يفصلها زمنا عن الحضر
هجرها شبابها لقساوتها
بقي الأطفال وأمهاتهم و بعض الشيوخ
مساكن فوضوية متناثرة بين بعض الأشجار
مسالك مدمرة بعد شتاءا ممطرا
تستمع الى حكاياتهم و كلها تنشد العيش الكريم
مثل أخوتهم
أخوتهم من ؟
تحاول طمأنتهم و بعث الأمل عبثا
و لكن الصمت والأستماع هو الملاذ
لن تقدر على إقناعم كونك مثلهم مواطنا
عانيت ربما أكثر منهم
تعذرهم بما أن لباسك مختلفا عنهم
أيضا سيارتك باهضة الثمن
تسكن الحضر أين يوجد كل شيءا
لا يعرفوا الفواتير المشطة
لا يدركوا تشعب مسالك الحضر و ضوضاءه
كما لم يعتادوا تلون أهله في معظمهم إلا من قل ودل
رسموا عنه صورة نمطية
ربما شجعهم التلفاز في رسمه
و لكن لا يدركون الثمن
تستدرك أمورك في لحظة و أنت تستمع
نرجوك بلغ عن وضعنا و معاناتنا
نحن نريد
نحن نريد
لا تجد غير "حاضر"
إن شاء الله
لا تحس بالزمن كيف مر
تنسى نفسك
تلعن غباءك و مثلك كثيرين
كيف حدث كل هذا ؟
لماذا ؟
الفساد في كل أوجهه
و فجأة يرن الهاتف :
ألو غدا إضرابا لا تنسى
هل نحن في حاجة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق