الأربعاء، نوفمبر 21، 2012

مهب الريح


كان ملتفا يرتشف قهوته على الكنتوار
يتجاذب الحديث مع الطاهي و المستخلص 

يحدق في المرآة العاكسة في تواصل مع سيارته
يجب أن لا تغيب عنه 
يتوحشها سريعا و لا يطيق فراقها
الإحتياط  من السرقة واجبا
فجأة إستدار و باغتني بالسلام 
إتضح أنه معرفة قديمة 
فعلا تغير شكله 
اللحية و الشعر معفيان
الدجين و الحذاء الرياضي

علامات إستفهام  دفعة واحدة صدمتني
بعد التحية والسلام
إتضح انه يبحث على عمال إحتاجهم 
صاحبي مهندسا يعشق العمل الحر
يعشق الحرية وسط البراري مثلي
ينتقل من منطقة الى أخرى حسب ظروف العمل
لا يحسب الوقت 
المهم عنده آخر الشهر يقبض مقابل أتعابه بدون تأخيرا
يعني الشهر ينتهي يوم 30 و ليس 5 او 10 من الشهر الجديد
حيلة من بين ألاعيب بعض رؤوس الأموال
غير مهم الاجير 
يتفانى في عمله و لا يترك صغيرة أو كبيرة إلا و يشرف عليها بنفسه

التعب مخلوفا كما يقولون
و لكن ما كل ما يتمنى المرء يتحقق
صادف ذات صباحا  متجها الى مقر الشركة وسط زحمة المرور
قام سائق السيارة في الإتجاه المعاكس بمجاوزة ممنوعة أدت الى التصادم معه
صديقي لم يجد مفرا
يمينه زلاقات الامان ،يساره سيارات و أمامه هدا اللعين
وجها لوجه 
من شدة الإرتطام  إحتجز بين ركام المحرك و الكراسي
السائق المتسبب في الحادث سكرانا 
الى جانبه كمية مما يحتسي
يقود سيارته الجديدة و ينتشي
الوقت الثامنة و النصف صباحا 

طلبوا النجدة التي لا تبعد على المكان كثيرا فحضرت بعد ساعة ونصف
أودع  صديقى المستشفى  و هو لا يعي ما يجري
بعد ساعتين من الوقت بدأ يستفيق من الغيبوبة
ممددا على عربة متحركة ينتظر دوره في الكشف الأولي من تصويرا و اشعة
الله أعلم متى يحين 
كانت الآلام حادة بركبته و رقبته
رغم ذلك بدأ يتحسس جيوبه
لم يجد لا الهاتف الجوال و لا الأوراق الرسمية
تبين فيما بعد اودعوا في الحفظ لدى الإسعاف (بعد ثلاث أيام)
حدق مليا و نادى أحد الممرضات 
- من فضلك اريد مكالمتي أهلي 
- إنتظر قليلا
بعد مدة عاود مناداتها
- من فضلك أدخلي يدكي الى جيبي به  ورقة بــ"عشرة دنانيرا " 
أريد مكالمة أي أحد من أهلي
حينها حنت عليه ،طلبت منه الرقم و إستعملت هاتفها الشخصي

لحظات و نقله والده الى إحدى المصحات الخاصة
هناك بسرعة كشفوا عنه و إتضح انه يعاني من تمزق على مستوى الركبة
و تباعد الفقرات على مستوى الرقبة 
من الطاف الله 
أجريت له عملية جراحية ناجحة
حادثا أقعده مدة شهرا ينام جالسا
حصص تدليك و مسكنات
بدأ إثره في التعافي شيءا فشيءا 
ليباشر قضيته 
رحلة طويلة تنتظره من الإجراءات و التقاضي

علما والد الشاب المتسبب جاء يستعطفه (.)

هذا الوالد يحصد ما زرع بمرارة 
هو نفسه ضحية 
كان يتمنى إبنه ينجح في حياته
السعادة المنشودة تغيرت الى الحزن العميق
لم يستطع التأثير في ولده نتيجة الدلال والصحبة الفاسدة
حصيلة غير مفرحة لعائلتين و أمثالها عديدة
إنها فوضى و كفى 
مادام الكل يتوجع و يتألم ...................

 



ليست هناك تعليقات: