الجمعة، أبريل 13، 2012

ودعنا


يحكى عن جحا و ما أكثر نوادره
في كل مرة بسرعة يجد جوابا و لا يحتار
من باب النكتة و الإستهبال
حيث تتكتل ضده مجموعة على نفس الفكرة
نفس السؤال و لا أحد يعرف الجواب
كل شيء واردا


 قيل له ذات مرة :
 - يا جحا النار شعلت 
أجابهم : أبعدوا على مدينتي
 قالوا له : 
 - في حومتكم
أجابهم : أبعدوا على منزلي
قالوا له : 
 - في منزلك
أجابهم أبعدوا عني
يعني نفسي نفسي ولا ترحم من مات
ترجمتها بالحداثة : chacun pour soi et dieu pour tous
عبارة تلخص "الأنانية " 
كأن تقول : فز بنفسك ولا يهمك في الآخرين
 قمة النذالة عند البشرية
تمرر عبر أكثر من مسلك
و لعل عجز الشعوب على التحرر أكبر دليلا
منذ متى يتألم الفلسطينيين و العالم يتفرج ؟
بل بالعكس صمت مشجعا للصهاينة
"لم أرى و لم أسمع شيءا "
هذا أضعف إيمانهم
* بدأوا بتقسيم لبنان في السبعينات
حرب أهلية ، تفكك تحت عنوان الطائفية
* دمروا العراق و تفكك 
* ضربوا السودان و تقسم مبدئيا الى أثنان
البقية مسألة وقت لا غير
فالفوضى ببلدان "الربيع" هي نفسها تحدث
و نفس المصير ستلقاه كمن سبقه
رجعنا للجاهلية : تفاخر بالعرش و ما الى ذلك
رغم الكل مسلم ...........
أرسوا نظاما إقتصاديا عبارة تنين يبتلع الكبير الصغير
أقنعونا بتغيير عاداتنا بجميع أنواعها : من المأكل الى الملبس
أصبحنا نسهلك ما يقدمونه لنا مطيعين ...... يا ما أعقلنا
تواكلنا لدرجة شبه توقف كل شيء
ما تتحط إبرة في خيط إلا بعد الموافقة
و من يتجرأ و يحاول التتغيير يستهدف :
مرة إرهابي 
مرة متطرف 
الخ
نسينا وودعنا الإعتماد على الذات
حين يصبح المستورد من آخر الكرة الأرضية أرخص والمنتوج المحلي 
ماذا ننتظر ستفلس و تغلق المصانع 
حينها آلاف مواطن الشغل ستفقد الى الأبد
مع قليلا من الجهل الراقي
لماذا راقي ؟
لأن نسبة هامة من "مثقفينا" ليسوا في المستوى
يجي يطبها يعميها
هذا في قلم بسيط 
أما البقية "الحرية" تبيح كل شيءا
تتكلم : أسكت أنت متأخرا
الثورة ستسحق جيلان معا :
 - من خمس و أربعون فما فوق قدماء ، تعاونوا ، تخاذلوا ، تــ،،،،
 - الى حد خمس وثلاثين لم يسعفه الحظ و يريد العيش بكرامة و حرية
في حين لم يتوفر له التأطير اللازم و الإحاطة للإنطلاق يبقى في النقطة صفر


حينها سنعتمد على الخبرات الأجنبية
 هنا نجبرعلى :
 *  شراء وسائلهم بالثمن الغالي و هي غير مهيأة لأرضيتنا
 *  الإستعانة بهم على شكل خبراء يصولون و يجولون 
يتقرب لهم البعض كيما وقت الإستعمار حتى يعيش في بحبوحة
البقية تعيش على الهامش
 * الإعتماد كليا على الأوتوماتيكي و هذا نشاهده بالمؤسسات المحررة 
عفوا "المخصخصة"
العنصر البشري ينقص الى النصف و الإنتاج يزيد (200%)
وفي الحالتين نصبح "سلة" لهم
نوفرلهم الشغل و الإستثمار (البهيم بفرنك و العصا بدورو) 
هكذا البلاد تسقط 
في غياب إرادة جماعية، قوية و صادقة  إبتلعنا المحيط
بدون ما تكسر دماغك في مشاكل دينية و لا ئكية .

ليست هناك تعليقات: