الأربعاء، ديسمبر 12، 2012

لعنة التاريخ


"التعب مخلوف"
جملة كثيرا ما تردد كردا مختصرا لحالة ميؤوسا منها
رغم ذلك لا بد من الصبر كخياراواحدا لا مناص منه
الأمر واضحا حين نقرأ التاريخ 
نعرف من أين إنطلقت شرارة الثورة 
هناك بعيدا في الداخل 
بين الأودية و الجبال 
تعيش نوعية من البشر على فطرتها النقية
تصارع طبيعة صعبة و موارد محدودة جدا 
منغمسة قي عاداتها بغثها و سمينها
شعارها "الأرض و العرض" خطوطا حمراء
 من يتجرأ على الإقتراب من أحدهما يجني على نفسه
أسود الجبال 

لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن
حاشية القصر توغل في العبث و الظلم 
أسوة بسيدها 
سرعان ما تنقلب الأمور على عقبها و يبدأ
البركان يلفظ حممه الساخنة 
ينطلق من قمة الجبل نحو الأسفل 
فثورة على بن غذاهم سنة 1864 بدأت من وشتاتة مرورا بسهول القيروان
الظلم كان أحد الأسباب الرئيسية لإندلاعها
دفع الضرائب المجحفة إلزاميا رغم ضعف الحال 
لا رأفة ولا شفقة
فالباي المسؤول الأول في واد والشعب في واد آخر
يعيش حياة البذخ و المجون 
أما الشعب يدفع الثمن 
من محنة الى أخرى
توحدت القبائل و دفعت خيرة شبابها ضد الباي و حاشيته
سرعان ما تسقط المدينة تلو الأخرى ليستمر تقدم الثوار
في الأثناء تحاك الدسائس لإفشال الثوار
طبيعي يوجد من ستتضرر مصالحه من الوضع الجديد
لا يتوانى في الدفاع بشتى الطرق 
يستقوى بالأجنبي
يدفع بكل قوته 
مسألة حياة أو موت
يقال بمنطقة الوطن القبلي كانت آخر معركة
 تم القبض على على بن غذاهم و أجهضت الثورة
نتيجة التخاذل ، المكر و الخداع 
نقل الى سجن الكراكة بحلق الواد - تونس
هناك تفنن الباي  في تعذيبه حتى وفاته 1867
ثم يأتي الدور على الباي و معه كل البلاد على المستعمر الفرنسي
جرت الى العذاب على مدى قرنا من الزمن
لتبدأ مرحلة جديدة "بورقيبية"  بدأ بعد التاريخ في الحكم عليها
تلتها مرحلة " بن علي " كللت بالرفض التام و قال الشعب كلمته الشهيرة "أرحل"
التاريخ يعيد  نفسه 



ليست هناك تعليقات: