حين يستوي الحال يعلق التونسي : كيف كيف "بكسر الياء"
أخوتنا في المغرب يقولون : حال بحال
عبارة تدل على تلاشي الأمل و تشويش العقل
رغم ذلك يتمالك المرء
يأخذ نفسا عميقا يغذي به المخ
يستعد للبدئ من جديد
من الصفر أو حتى أقل
يرضى بالنتيجة
يبتلع الظلم
يدوس على جراحه
ثم ينطلق
يصنع من الضعف قوة
يقدم على المستحيل
كالفلاح يزرع أرضه و ينتظر المطر
من يعرف "السباسب" يدرك المعنى
إن صادف موسما جافا لا يحصد غير الغبار
هذا الفلاح لا يبقى مكتوف الأيدي
رغم الخسارة
رغم ضعف حاله
يستمر كله أمل
مثلها المرحلة
صعوبات بالجملة
تتجاوز حدود المنطق
لو حسبنا بالأرقام لا يمكن إيجاد المعادلة
مشكلة ذات أكثرية غير معروفة
هذا الأمر يهم الشباب بالخصوص
حين يبدأ برمجة حياته : عمل , زواج
مرطبطان ببعضهما
عبر العمل ينفذ بقية البرنامج
لكن العمل لا يغطي التكلفة مهما فعل
حتى لو يوفر مرتبه كاملا
إذا كان السكن ثمن المتر مربع "مغطى" يساوي مرتب شهرا كاملا
على إفتراض 50 مترا مربعا فقط للمسكن
لن أدخل في فرضية "الكراء" لعدم جدواها التام عادة السكن يجب أن لا يتعدى ثلث ميزانية الفرد
الثلثين المتبقيان للأكل و الملبس ووووووووو
الحديث يجرنا الى مسألة التداين كخيارا وحيدا
اللجوء الى البنوك بجميع أنواعها
حلالها و حرامها حسب التصنيف العصري
حسبة بسيطة :
المبلغ المتحصل عليه ضارب إثنان
مدة الأستخلاص لا تقل على ربع قرن "في المتوسط"
25 سنة من العمر تذهب هباءا و في الأخير إن كتب له الحياة
أما إذا توفي تقوم بالخلاص شركة التأمين
مع مجيئ "الصغار" تتعقد أكثر
لا مجال للحديث على سيارة للعائلة
أو رحلة ترفيهية في العطل
هنا تتأزم الزوجة و تتوتر العلاقة لدرجة تكاثر"العنف"
خير دليلا حالات الطلاق
هذا الحل لا يكفي
لا بد من مصدر آخر للمال
إما القرين يعمل أو الزوج يتدبر أمره بعمل "ثان"
خروج الزوجة للعمل ليس سهلا : معاناة على جميع الأصعدة
هنا ظاهرة إسترجال الأنثى واضحا
تأخذ مسؤولياتها لتعيش
فهن بتفوقن على الذكور في الدراسة و العمل بكفاحهن
أما العمل الجانبي غالبا ما تكون التجارة الموازية حلا
بضاعة مجهولة لا يعرف أصلها و فصلها
نوعية مشكوكا فيها
يتم جلبها عبر رحلات الى الأماكن الرخيصة (.)
داخليا و حتى خارجيا
هناك (.) كل شيء رخيص في المتناول
بلاد الفقراء السعداء
هناك أساطيرعلى الرخص تروى لا يعلم حقيقتها إلا الله
حتى أن البعض ممن سافر رجع يحمل" فيروس "
من جهة سعر العملة المحلية زهيدا مقارنة بالعملة الصعبة
أضف الى الحسبة تبديل العملة تكلف عشرون في المائة بين الشراء و البيع
مجرد حسبة بسيطة لتكلفة رحلة من نقل و إقامة تساوي الكثير
تبقى غلامات إستفهام مطروحة ....
يتم الترويج بطرق مختلفة :
- محل السكن بعيد عن الأعين في سرية تامة
-أسعارا خيالية أضعاف التكلفة
- يسهل رواجها البيع بالتقسيط المريح سرعان ما ينتهي بالإفلاس
هذا الوضع يؤخر سن الزواج أكثر من اللازم
يخلق مشاكل داخل العائلات
تزدهر معه الفتاوى فتباح المحرمات
يحل المحظور
بعنوان الحاجة تفرض
نظرا ،نظرا، نظرا ...... تقرر .......
عبقرية القانون الوضعي يقفز الى الأمام
يلهب نار الإنتهازية
يخلق حربا في مسألة "الأرث"
عداوة وحروبا تفتح بين الأهل قبل وقتها الطبيعي
عدد القضايا المطروحة أمام المحاكم لا يستهان به
لعل أشد ما سمعته : أصبح الأبناء يطالبون أهلهم بالتمتع الآن بما سيرثونه عنهم بعد مماتهم
عاشوا ما فيه الكفاية
لنتصور شعور أب أو أم يوضع في هذا الموقف
لسان حاله يقول "ورثني و عيني حية"
مادام الإقتصاد مبني على "الحر"
عشرة بالمائة يعيشوا بالطول و العرض
و البقية تنتحر على نار هادئة
أو ربما يعثرون على كنز مخبأ كما حكت عنه الأسطورة
أو يمنون أنفسم بالفوز في المرهنات الرياضية
"لعل"
هذا الوضع يجعل من المستحيل التفكير في العمل بالبلاد
مجبور من يريد الفوز بنفسه على الهجرة
على الأقل لفترة خمس سنوات تمكنه من إختصار المراحل
أين و كيف ؟
يبحث على عجوزا أكبر من أمه "غربية" يروضها فيتحصل على بطاقة أقامة ببلدها
ينقلها الى البحر لمشاهدة الموج وقت الغروب
يتفنن في حذق دورالذكر الناعم بعيدا عن أصدقاءه
تعوض الشهامة بالدياثة
يطبق التعليمات بدون تردد
يفكك أسرته بإستدعاء صديقته الى المنزل والإقامة معهم
مادامت أسعار الكراء "باهضة"
أولى منزل الأبوين بها
سرعان ما تفتن بالجو الأسري
فهو مفقودا عندهم
كل واحد يعيش وحده يتدبر أموره
أمام الجميع تقوم بطقوسها وسط الذهول :
-ترتدي ما قل و دل في المنزل
-تحتسي الخمر على مرأى و مسمع الكل
حتى أنه قيل عن إحداهن لما "إنتشت" بالمطبخ قرب الأم المسكينة
لعبت الخمرة برأسها
لم يرقها موقفا ما من حبيبها طبعا
أغلب الظن عاتبها على الشرب أمام العائلة
فعربدت و رمت الأواني في الشارع
عادي
لا تدخل لمنزلك غير القمح و الشعير أما الفول .................
الأبويان مغلوبان على أمرهما
يتمنيان السعادة لأبنهما
فاقد الشيء لا يعطيه
بإسم الحرية تنتهك الحرمات
حتى لا يفتكها أحد "الأصدقاء" منه
أمثاله كثيرين متربصين كالذئاب تنظر الفريسة
البعض منهم بمساعدة و تشجيع الأهل ينتظر فرصته
إبحارا ليلا نهارا عبر الشبكة لعل صنارته يحالفها الحظ
ضياع في ضياع
أحوالا
مستعد لكل الإحتمالات
الأخلاق في أزمة
لا تسأل عنها
أحرقت بكراسات العام الماضي
مدرسيها غادروا دون ترك خليفة لهم
مع مناهج جوفاء يكتمل المشهد
......../ ........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق