طقس غائما ملبدا لا هو ممطرا و لا مشمسا
بردا رقيقا بدأ يستوطن مفاصل البدن
شدته لا تنفع معها إلا أكلة ساخنة و لباسا صوفيا
لمن إستطاع له سبيلا طبعا
نسأل الله الرفق بمن لا مأوى له و يحنن القلوب على بعضها
كيف نهنأ وسط الدفئ و الأكل المتنوع في حين يوجد غيرنا محروما
لا وقت للتعليق :
لو
لو
لو
لو نشاهد مظاهر البؤس على الوجوه كل صباح
و خاصة صبية صغارا يغدون الى مدارسهم وجوههم شاحبة
يرتعشون من البرد
مطلوبا منهم الحفظ و الإجابة على السؤال
أي درسا و أي سؤالا سيحفر في ذاكرته ؟
غير البؤس و الظلم ولدا مع جده
ورثاه أباه و أمه عنه
كل صباح يحلم و ينتظر الجديد المنقذ
كال مساء يلتصق بأخوته تحت غطاءا أبتر لو غطى الرأس تعرت الأرجل
كل يوم يلعن عنوان إقامته و يسأل أمه : لماذا رضيتم سكن هذه الربوع
يبقى سؤالا معلقا دون جوابا
هي نفسها سألت قبله و لم تظفر بإجابة غير : الأقدار أحيانا لها أحكامها
يتشاجر مع نفسه و يسأل لماذا الأقدار لم تسوي بين العباد ؟
شيءا فشيءا يكبر
يدرس التاريخ فيكتشف سواده و نتائج ثورات العبيد الكارثية
يكتشف بمادة الجغرافيا ظلم الحدود بين الاقطار
يقحم عقله بمادة الفلسفة فيغرم بديكارت و غيره
يؤمن بالمنطق و لا مجال للغيب أسوة (بالأمم المتقدمة)
يدرك مزايا المادة لتصبح هدفا لا وسيلة يهون من أجلها كل
ينبهر بالحرية في المطلق و يتوق الى العتق
تبدأ مرحلة النظال الثوري فيندفع وسط الحشود
يبارز( الخونة) في ساحة الوغاء
يعتقد سقوط الضحايا أمرا بديهيا
فمن تزمت و أشهر سيفه في وجهه وجب التخلص منه
لن يسكت على تكفيره بإسم الدين
أباح دمه ملتحي ملتف في جلباب آسيوي
لا يحفظ غير "ويل للمصلين" أو "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما"
يتفاخر يلقب "يساري أو شيوعي" فيزداد صلابة
هكذا يصنع وقود الحروب بين نفس الملة
تبدأ باردة ثم لا تلبث تسخن
تبدأ بفكرة تدرس طبق منهج منذ الصغر
لتطور مع تسخير وسائل النفخ و الدفع
هذا حال عربنا و أعرابنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق